قوم ثمود هم مجموعة من العرب العاربة، كانوا يعيشون في منطقة تُسمى الحِجر، وتقع بين الحجاز وتبوك. وقد مرّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع المسلمين من مكانهم أثناء ذهابهم إلى تبوك. يعود اسم قوم ثمود إلى جدهم ثمود، وقد كان زمانهم بعد قوم عاد، الذين كانوا على نمطهم من الكفر بالله وعبادة الأصنام.
أرسل الله رسولًا منهم إلى قوم ثمود، وهو النبي صالح بن عبد بن ماسخ بن عبيد بن حاجر بن ثمود. دعاهم صالح إلى الله وحثهم على ترك عبادة الأصنام، وآمن بعضهم برسالته وكفر أكثرهم. عانى صالح من معاناة شديدة جراء معارضة القوم له، فظلّوا يعانونه ويعارضونه بالأقوال والأفعال.
أرسل الله مع صالح ناقة كمعجزة، فكانت هذه الناقة علامة واضحة على صدق صالح ورسالته. ومع ذلك، لم يؤمن الكثيرون منهم بالمعجزة، وعادوا إلى كفرهم وطغيانهم. وفي النهاية، قرروا قتل الناقة، وبالتالي جلبوا عذاب الله على أنفسهم.
قدر الله لهم مهلة ثلاثة أيام قبل أن ينزل عليهم عذابه. وفي النهاية، جاءتهم صيحة عظيمة من السماء ورجفة من الأرض، وهلاكوا جميعًا بسبب معصيتهم وكفرهم.
هكذا جاءت نهاية قوم ثمود بسبب مخالفتهم لرسالة الله ومعصيتهم لرسوله، وكفرهم بالمعجزات التي جاءت بها لهم.
بعد أن عاشت قوم ثمود مع ناقة صالح ورفضوا الرسالة المحمدية، جاءتهم العقوبة المنتظرة وفق ما وعدهم الله تعالى. ففي صباح أحد الأيام، هبت رياح عاتية وانفلقت الأرض برعب شديد، ما أدى إلى زوالهم عن وجه الأرض. وهكذا كانت نهاية قوم ثمود، حيث صاروا أشلاء متناثرة وذليلين، جثثاً هامدة بين بقايا مساكنهم.
وتعتبر قصة قوم ثمود وناقة صالح من القصص البارزة في التاريخ الإسلامي، فتحمل في طياتها العبر العظيمة لمن يعتبر ويتفكر. فهي تعلمنا أن العصيان والكفر بالرسل لا يؤدي إلا إلى الهلاك والزوال، وأن الرسالات السماوية تأتي بالهداية والنور، ومن يتبعها يحظى بالسعادة في الدنيا والآخرة.
وعليه، فإن درس قوم ثمود يدعونا إلى التفكر والعبرة، ويحثنا على الالتفات إلى رسالة الإسلام واتباعها بصدق وإخلاص، لئلا نقع في مصير قوم ثمود الذين جفت أعمالهم وأفنتهم العقوبة الربانية المستحقة.