أصحاب الأيكة كانوا إحدى القبائل العربية القديمة، وكانوا يعيشون في الجهة الشمالية الغربية لشبه الجزيرة العربية. كان لهم العديد من الآثار في المملكة العربية السعودية، وكانوا يقيمون منازلهم في الجبال الصخرية، وكانت أساس معيشتهم تركز على رعاية الغنم والتجارة.
حصلوا على لقب "أصحاب الأيكة" نتيجة عبادتهم لشجرة الأيكة، وهي شجرة ملتفة على بعضها البعض. كما كانت لهم سمة بالغش في الأوزان والميزانيات. أرسل الله لهم النبي شعيب ليهديهم ويحذرهم من العذاب، إلا أنهم لم يستجيبوا لدعوته.
ذكرت الكتب الدينية الثلاث - الكتاب المقدس والقرآن الكريم والتوراة - أصحاب الأيكة في مواقع متعددة. ذكرت التوراة أن أصحاب الأيكة هم قوم مدين، وأنهم سكنوا صحراء النقب في فلسطين. كما ذكرت أن موسى لجأ إليهم وصاهرهم، وتزوج إحدى بناتهم، وأنهم تحالفوا مع العمالقة وغزوا بني إسرائيل.
أما القرآن الكريم، فذكر أن قوم مدين كانوا قريبين من قوم ثمود، وأن الله أرسل لهم النبي شعيب ليهديهم. أشار أيضًا إلى أن موسى لجأ إليهم وصاهرهم، وأنهم تحالفوا مع قوم تبع.
نهاية أصحاب الأيكة جاءت بسبب عدم انتباههم لدعوة النبي شعيب واستمرارهم في الشرك بالله والغش في المعاملات. حذّرهم النبي من العذاب، ولكنهم لم يستجيبوا لدعوته. فأرسل الله لهم الصيحة والعذاب، ونجا شعيب ومن آمن معه، في حين أهلك الله باقي القوم بسبب إصرارهم على الفساد والعصيان.
تعتبر قصة أصحاب الأيكة عبرة في تحذير من الاستمرار في الظلم والفساد، وفي الدعوة إلى الايمان بالله وترك الأعمال السيئة.